فتح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الباب أمام مزيد من عمليات تبادل المزيد السجناء بين موسكو وواشنطن، مؤكدا أنه "أمر ممكن".

وأشادت وسائل الإعلام الحكومية الروسية بالرئيس بوتين معتبرة أنه "انتصر في معركة تبادل السجناء"، مع الولايات المتحدة، التي انتهت بمبادلة لاعبة كرة السلة الأمريكية، بريتني غرينر، مقابل تاجر الأسلحة الروسي الشهير فيكتور بوت، وفقا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية. 

الصفقة التي اعتبرتها وسائل الإعلام الروسية انتصارا لبوتين، رأتها وسائل الإعلام الأمريكية فشلا وهزيمة لإدارة الرئيس بايدن التي لم تتمكن من تأمين الحرية لأمريكي آخر هو "بول ويلان".

وويلان، هو مسؤول تنفيذي لأمن الشركات في ميشيغان، ومسجون في روسيا منذ ديسمبر/كانون الأول 2018 بتهم تجسس قالت أسرته والحكومة الأمريكية إنها "لا أساس لها من الصحة".

ولدى عودته إلى وطنه بعد 14 عامًا في سجن أمريكي في صفقة تبادل السجناء، قال بوت إن "الغرب عازم على تدمير روسيا".

وكان بوت يقضي عقوبة السجن 25 عامًا ووصفته وزارة العدل الأمريكية بأنه أحد أكثر تجار الأسلحة ثراء في العالم والذين باعوا أسلحة في جميع أنحاء العالم للإرهابيين وأعداء أمريكا لعقود من الزمان، وهي الاتهامات التي دأب بوت على نفيها.

في المقابل، كانت غرينر، التي وصلت إلى الولايات المتحدة صباح الجمعة، تمضي عقوبة السجن 9 سنوات في روسيا بعد احتجازها في أحد المطارات في فبراير/ شباط الماضي لحملها مواد مخدرة.

وكانت حياة بوت الشبيهة بقصص الجاسوسية مصدر إلهام لأحد أشهر أفلام هوليوود "أمير الحرب"، الذي صدر عام 2005 من بطولة نيكولاس كيج، الذي لعب دور يوري أورلوف، تاجر أسلحة، والتي اقتبست حبكتها من قصة بوت.

ولا يُعرف الكثير عن حياة بوت المبكرة، رغم ارتباطه بالمخابرات العسكرية الروسية، التي لطالما اشتهرت بعدم مسامحتها مطلقا للخونة وعدم التخلي عن أعضائها بغض النظر عن التكلفة.

ونشرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، صورة حملت عنوان"بعد 14 عامًا!"، في إشارة إلى الفترة التي قضاها بوت في الاعتقال.

في المقابل، انتقد بعض أعضاء الكونغرس من الجمهوريين عملية التبادل، وكتب الرئيس السابق دونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: "يا له من عمل محرج وغبي وغير وطني للولايات المتحدة !!!"

وتساءل ترامب عن سبب مبادلة غرينر بواحد من أكبر تجار الأسلحة في العالم، ولماذا لم يشمل التبادل بول ويلان، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية يقضي عقوبة السجن 16 عامًا في مستعمرة عقابية روسية بتهم التجسس.